الرباط، ماي/ ومع) قدم مجلس الجالية المغربية بالخارج، اليوم الجمعة بالرباط، دراسة بعنوان “هجرة النساء المغربيات: مسارات، طرق وأنماط الاندماج”، لعالمة الاجتماع والخبيرة في الهجرة، فاطمة آيت بن لمداني.
وتتوقف الدراسة، التي قدمت في ندوة علمية نظمت بمقر المجلس، عند أهم المحطات التاريخية للهجرات، مع تسليط الضوء على مجموعة من النقاط كهجرة النساء بمفردهن ابتداء من حقبة الستينيات من القرن الماضي.
وتهدف الدراسة إلى تسليط الضوء على المهاجرات المغربيات، ومساراتهن، ونمط اندماجهن في بلدان الإقامة، والصعوبات التي تتعرضن لها ببلدان المهجر، كما تهدف إلى بلورة لمحة عامة حول مسارات هجرة هؤلاء النساء، وأوجه القصور التي لوحظت في البحث الأكاديمي حولهن.
وتتمثل الأهداف من هذه الدراسة في تحديد الوضع العام الذي توجد عليه أبرز موجات الهجرة النسائية المغربية وكذا تحديد سِماتها، بالتركيز على خصوصياتها وأيضا تحليل التطورات الأخيرة والديناميات التي تشهدها، من خلال إبراز الصعوبات وممارسات التمييز التي تواجهها النساء المهاجرات وإثارة بعض النقاط المغفلة في معالجتها، من وجهة نظر البحث الأكاديمي واقتراح تدابير وإجراءات عمومية لمواكبة تلك المهاجرات.
وأبرزت الدراسة المسارات الحالية التي تشهدها هجرة النساء، مثل مناطق المغادرة، وبلدان المقصد وأسباب الهجرة، كما تبين الهجرة الحضرية، التي تتجه نحو وِجهات جديدة مثل إسبانيا، وإيطاليا، وبلدان الخليج، وبعض بلدان إفريقيا جنوب الصحراء، كما تسلط الضوء أيضا على الموضوعات الجديدة التي لم يتم استكشافها بشكل كاف، مثل النساء المقاوِلات، وشيخوخة النساء في سياق الهجرة، والتدفقات التجارية العابرة للحدود.
كما تطرقت الباحثة في دراستها إلى تحليل ومقاربة التحولات الحديثة المرتبطة بهذه الهجرات، من قبيل التجمع العائلي، وولوج عالم الحياة النشطة، والهجرات الموسمية، وعولمة الوجهات، مع التركيز على التمييز والأحكام السلبية التي تعرضت لها المهاجرات.
وبهذه المناسبة، قال رئيس مجلس الجالية المغربية بالخارج، إدريس اليزمي، في تصريح للقناة الإخبارية (إم 24 ) التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن هذه الدراسة تقدم آخر الإصدارات في مجال الهجرة بلغة بسيطة يفهمها الجميع ، مبرزا أن قضية المهاجرين المغاربة بشكل عام والمهاجرات بشكل خاص، “أصبحت قضية تهم الكثير من الأسر المغربية، التي ترتبط بشكل أو بآخر بالمهاجرين”.
وأضاف السيد اليزمي أن هذه الدراسة، ستكون محور نقاشات أكاديمية مستقبلية، لأنها أول إصدار في سلسلة بحثية تحت عنوان “مذكرات المجلس”، مؤكدا أن المجلس عمل على أن تكون الدراسة رصينة ومؤسسة على أبحاث ومعطيات علمية حديثة وسهلة الولوج.
وتابع، في السياق ذاته، أن الدراسة، التي وزعت على حوالي أربعين صفحة حول موضوع أو قضية محددة، تتيح تحيين المعطيات الخاصة بإشكاليات الهجرة، لافتا إلى أن هناك مجموعة من الدراسات المتعلقة بنفس الموضوع توجد قيد الإعداد.
من جهتها، قالت عالمة الاجتماع والخبيرة في الهجرة، فاطمة آيت بن لمداني، في تصريح مماثل، إن هذه الدراسة التي أوصى بها المجلس، تهدف للإحاطة بمختلف الهجرات وكذا بالصعوبات والتمييز الذي تعاني منه النساء المهاجرات سواء في بلدان الإقامة أو في بلدانهن الأصلية، مشيرة إلى أن الدراسة تطرقت إلى مواضيع مستقبلية قد تشكل تحديات للبلد المصدر للمهاجرين.
وأضافت قائلة ” بادرنا إلى قراءة دينامية وتاريخية لموجات الهجرة، حيث تبين في الواقع، أن بعض الفترات من هذه الهجرة تم طمسها كليا “، مؤكدة أنه لتوثيق هجرة النساء اللواتي غادرن بمفردهن في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، كان ضروريا الاسترشاد بشهادات النساء، من أجل بلورة سرد تذكاري لهذه الفترة.
وكشفت أن الدراسة ” تناولت موضوع المهاجرات المغربيات في الخليج العربي، وأن عددا كبيرا من هؤلاء المهاجرات هن صحفيات مرموقات أو نساء مقاولات “، مبرزة أن الدراسة تضمنت كذلك موضوع المهاجرات في افريقيا وحقهن في الاعتراف بما يقدمنه من نجاحات تعود على بلدهن الأصلي.
وتميزت هذه الندوة على الخصوص بحضور وسيط المملكة، محمد بنعليلو، وكذا مشاركة مجموعة من الخبراء في قضايا الهجرة النسائية، من المغرب وفرنسا وبلجيكا وبريطانيا، ويتعلق الأمر بكل من: شادية عراب، مكلفة بالأبحاث في المعهد الوطني للبحث العلمي (جامعة أنجيه، فرنسا)؛ ومريم شرتي، (من جامعة سوسيكس. بريطانيا)؛ ونسيمة موجود، عالمة أنتروبولوجيا، أستاذة محاضرة (جامعة غروئيل، فرنسا)؛ ونورية الوالي، عالمة اجتماع، بروفيسور (الجامعة الحرة، بروكسيل).