(إعداد .. نور الدين حزمي)
الدار البيضاء، (ومع) يعتبر كتاب ” أسرار وأنفاس وليات سوس وفاس” أو “Sacrées Femmes” للكاتبة ياسمينة الصبيحي، رحلة عبر الزمان والمكان للغوص في مسار حياة الوليات الصالحات في المغرب، خاصة بسوس وفاس.
وكشفت المؤلفة الصبيحي في حوار مع وكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا الكتاب في نسخته التي صدرت مؤخرا بالفرنسية، والمتمحور حول الوحدة الروحية للبلاد في تنوعها الثقافي، يعد وقفة تقدير وإجلال للمرأة المغربية وكل نساء العالم.
وأضافت أن كتاب “Sacrées Femmes” المهدى للمرأة المغربية ولجميع نساء العالم يندرج في إطار التوعية بالمحافظة على التراث المقدس وإعادة تأهيل مكانة المرأة في المجتمع ومحاربة التطرف الديني.
وأشارت صاحبة الكتابة إلى أن “أسرار وأنفاس وليات سوس وفاس”، عنوان النسخة باللغة العربية التي سوف تصدر قريبا، هو أيضا رسالة محبة وسلم في زمان كثرت فيه الحروب والفتن بين الأديان والأجناس، مضيفة أن هذا “الكتاب يسعى إلى التعريف بالوليات الصالحات في المغرب والتذكير بقداستهن ومكانتهن “.
والكتاب كذلك، تضيف المؤلفة، “تصور عماده تاريخنا الذي ننسى الإخبار به والذي يعطينا الشرعية والشجاعة لمواجهة تحديات عصرنا، وهو التراث الصوفي المادي واللا مادي”.
وفي ما يخص الجانب المتعلق بالمراجع، كشفت الكاتبة أن ” أرض المغرب تنبت الصالحين كما تنبت الأرض الزرع وذاك فضل من الله، والأصل في تراثنا وثقافتنا هو ستر أمور النساء “.
واستشهدت الصبيحي بقول المحدثين إنه لا توجد محدثة تروي الحديث تبت عليها أنها تروي رواية ضعيفة.. فبسبب الستر لانعرفهن بصفة عامة، هناك إهمال كبير في ما يخص تاريخ وتوثيق سيرة الوليات الصالحات في المغرب ولا تذكر الكتب إلا أخواتهن في المشرق.
وقالت أيضا ” من دون شك النساء يحملن شعلة العمل الاجتماعي في المغرب، فهو بالنسبة لهن وسيلة نبيلة يقبلها الرجال للمشاركة في الحياة العامة في مجتمع تواصل فيه النساء حملتهن للدفاع عن أنفسهن …”.
وهو كذلك سرد رحلة من جنوب المغرب إلى شماله في ضوء المدارس العتيقة التي شيدتها نساء مثل للا تعلات في سوس، وجامعة القرويين في فاس.
فقد يؤكد ذلك، تضيف، وحدة المغرب الروحية والعلمية، مضيفة أنه من المهم البدء بالتذكير بنماذج كبيرة من النوعية الإحسانية في الذاكرة الإسلامية.
وعن نوعية وخصوصية الكتابة لدى ياسمينة الصبيحي، قالت “تجربتي الصوفية منذ عقود اقتضت مني الشهادة بمحبتي للأولياء والتعريف بهم من منظور امرأة، في نفس الوقت أستاذة جامعية ورسامة وأم ومواطنة تواكب عصرها، وتحمل روح مسؤولية التبليغ والتربية أساسها المحبة “.
وقد سبق للكاتبة الصبيحي إصدار كتاب “على قدم سيدي أحمد التيجاني، رحلة في زاويته عبر العلم” سنة 2015 قبل التوجه إلى الوليات الصالحات.
ومنذ عقود والكاتبة الصبيحي تهتم، باعتبارها أيضا مهندسة معمارية، بصيانة وإحياء التراث الثقافي الصوفي وكذلك بنشر مكارم الأخلاق كمنهج تربوي بديل، وروح المواطنة كأصل للتنمية المستدامة.