الصويرة، ماي 2022 (ومع) سطرت مؤسسة نساء الصويرة للتنمية الاقتصادية، برنامجا غنيا بمناسبة اليوم العالمي لشجرة الأركان، يتضمن سلسلة من الأنشطة للاحتفاء، كما يليق، بهذه الشجرة، وتكريما للنساء الرائدات اللواتي ينشطن في هذه الشعبة، وخاصة على صعيد الإقليم.
ونظم، في هذا الإطار، الجمعة، لقاء بدار الصويري، بمشاركة شخصيات بارزة، وخاصة مستشار جلالة الملك، والرئيس المؤسس لجمعية الصويرة – موكادور، السيد أندري أزولاي، ووزيرة التضامن والإدماج الاجتماعي والأسرة، السيدة عواطف حيار، والمدير العام لمنظمة الإيسيسكو، سالم بن محمد المالك، وعامل الإقليم، عادل المالكي، ومدير الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، إبراهيم حافيدي، ورئيسي المجلسين الإقليمي والجماعي للصويرة، ودبلوماسيين، وأعضاء النادي الدبلوماسي للعمل الخيري، والعديد من رؤساء المصالح الجهوية والإقليمية المعنية، وكذا فاعلين محليين ونساء عضوات بتعاونيات تعمل في هذه السلسلة بهذا الحيز من التراب الوطني.
وأشادت السيدة حيار، في كلمة بالمناسبة، بمبادرة المؤسسة للاحتفاء بهذه الثروة، وكذا بالجهود الحثيثة المبذولة من أجل تمكين نساء الجهة، والنهوض بأوضاعهن، من خلال أعمال رائدة تستهدف تثمين هذه الشجرة، التي تشكل تراثا طبيعيا وثقافيا لا محيد عنه للإقليم والمغرب، مبرزة أن هذه المنظومة تمثل مصدر افتخار بالنسبة للمغرب، وكذا رافعة لتحقيق التنمية المستدامة.
وذكرت بأهم البرامج والأوراش التي أطلقتها المملكة، تحت القيادة المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، التي شكلت حجر الزاوية في مجال تكريس حقوق المرأة وتمكينها الاقتصادي، مشيدة بجهود وانخراط النساء بالجهة المعروفة بغابات الأركان بصفة عامة، وبإقليم الصويرة على وجه الخصوص، لتثمين هذه الثروة وجعلها مصدرا للدخل ورافعة حقيقية للتنمية المستدامة، مسجلة أن الوزارة تعمل على دعم هذه المبادرات عبر برنامج “الجسر”، الذي يستهدف حوالي 3 آلاف امرأة في كل جهة، والتي يستفيد منها إقليم الصويرة من خلال تكوينات لفائدة النساء في إطار الالتقائية مع مختلف الفاعلين والأطراف المشاركة لإطلاق مشاريع مدرة للدخل في مجال الأركان وغيره.
من جهته، أبرز المدير العام للإيسيسكو تنوع التراث المادي واللامادي الذي يزخر به هذا الحيز من التراب الوطني، والذي تشكل شجرة الأركان جزءا لا يتجزأ منه، مؤكدا أن مبادرة مؤسسة نساء الصويرة للتنمية الاقتصادية بالاحتفال باليوم العالمي لشجرة الأركان تسعى إلى أن تشكل مناسبة للاحتفاء بالتنوع الثقافي وبالغنى الحضاري لمدينة الرياح.
وأشار، في هذا الإطار، إلى أن الفضاء الرمزي لبيت الذاكرة يجسد بشكل صريح بعدا إضافيا في المجال الحضاري الذي توليه الإيسيسكو أهمية خاصة، انطلاقا من مهمتها الانسانية والعالمية.
وتعتزم الإيسيسكو إطلاق دراسة استشرافية طبقا للنموذج التنموي الجديد، قصد المساهمة في إعطاء مدينة الرياح العريقة رؤية تتطلع إلى المستقبل، بالنظر إلى المؤهلات والخدمات التي يمكن أن تمنحها هذه المدينة إلى أجيال المستقبل.
من جانبها، أوضحت رئيسة مؤسسة نساء الصويرة للتنمية الاقتصادية، السيدة رجاء بورحيم، أن هذه المبادرة تسعى إلى أن تشكل اعترافا وتكريما للعمل والمساهمة المعتبرة لنساء الجهة في الحفاظ، وتعزيز وتثمين هذا الارث، ومن ثمة نقله إلى أجيال المستقبل.
وكشفت، في تصريح لقناة (إم 24) الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المؤسسة وضعت برنامجا متنوعا، يتضمن، على الخصوص، تقديم العديد من المشاريع في مجال مواكبة التعاونيات في غرس شجر الأركان، وكذا تعاونيات في الحصول على علامة (إيزو)، لكي تتمكن من تسويق منتوجاتها، داخل المغرب وخارجه.
أما السيد حافيدي، فقد استعرض مهام الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، وأهم الإنجازات التي راكمتها في مختلف مجالات تدخلها، منذ إحداثها، مع التركيز على الأعمال المنفذة بإقليم الصويرة.
وأبرز، في هذا السياق، صمود هذه الشعبة على صعيد الإقليم، وكذا الدينامية التي يعرفها هذا الجزء من التراب الوطني لتثمين هذه الشجرة والحفاظ عليها، مشيدا بانخراط التعاونيات النسائية، وجمعيات ذوي الحقوق في هذا الاتجاه، وكذا المساهمة الفعلية والتي لا محيد عنها للمرأة في مختلف حلقات سلسلة انتاج هذه الشعبة.
وسجل أنه فضلا عن مشاريع مواكبة النساء النشيطات في هذه الشعبة وتلك ذات الطابع الاجتماعي- الاقتصادي التي تساهم فيها الوكالة في مختلف الميادين الاجتماعية (تمدرس، ماء، كهربة قروية..)، بشراكة مع مختلف المتدخلين، مبرزا أن الوكالة وضعت برنامجا طموحا لغرس 10 آلاف هكتار، منها 3 آلاف شجرة تم غرسها على صعيد إقليم الصويرة.
بدوره، أكد المدير العام للوكالة الوطنية للمياه والغابات، السيد عبد الرحيم الهومي، أن شجرة الأركان تمثل مجالا سوسيو- اقتصاديا لا محيد عنه بالنسبة للأنشطة المحلية، من خلال توفير العديد من فرص الشغل المباشرة وغير المباشرة، وخاصة في إقليم الصويرة، الذي يغلب عليه الطابع الغابوي، بما أن المجال الغابوي يمتد على مساحة تناهز 43 بالمئة من ترابه، والتي تمثل فيها غابة الأركان لوحدها نسبة 51 بالمئة.
وأكد السيد الهومي، في كلمة تلاها نيابة عنه المدير الجهوي للوكالة بجهة مراكش- آسفي، أن “مسؤوليتنا تتمثل في الرفع من صمود المنظومات الغابوية أمام التحديات المناخية، وإشكالية ندرة مصادر المياه والاستغلال المفرط الذي يتجاوز قدرات التجديد الطبيعي بمضاعفة وتيرة برامج تجديد وتأهيل غابة الأركان لفائدة الساكنة التي تستعملها، طبقا للتوجهات الكبرى للاستراتيجية الجديدة للغابة 2020- 2030، التي تضع الانسان في قلب برامج التنمية الغابوية”.
وتميز هذا اللقاء بتوقيع اتفاقية شراكة بين اللجنة الإقليمية لتنمية سلسلة شجر الأركان بالصويرة، والوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، والوكالة الوطنية للمياه والغابات، ومؤسسة محمد السادس للبحث والحفاظ على شجرة الاركان، والفيدرالية البيمهنية للاركان، ومؤسسة نساء الصويرة للتنمية الاقتصادية.
وتنص هذه الاتفاقية، على الخصوص، على التنسيق بين المتدخلين لإحداث فضاء بيداغوجي والعرض المتحفي للشباب، موجه للتراث الثقافي والطبيعي لشجرة الأركان بالإقليم، والمساهمة في تحسين ظروف عيش النساء النشيطات في هذه السلسلة، من خلال تطوير مسلسل الانتاج وتشجيع تسويق المنتوجات.
وبالإضافة إلى هذا اللقاء الافتتاحي، يتضمن البرنامج الذي وضعته مؤسسة نساء الصويرة للتنمية الاقتصادية للاحتفال بالذكرى الثانية لليوم العالمي لشجرة الاركان، سلسلة من الأنشطة، والمعارض والمداخلات من قبل الأطراف المشاركة والمصالح المعنية، وعرض شريط وثائقي يبرز مساهمة هذه الشعبة والانجازات المحققة في هذا الميدان، فضلا عن تقديم مؤلف حول تقاليد الطبخ والأطباق التي يتم إعدادها بالاعتماد على الأركان بإقليم الصويرة، وكذا زيارات إلى مواقع أثرية تاريخية بالمدينة.