أكثر من مجرد فضاء لاستقبال وإيواء فتيات العالم القروي، تشكل دار الطالبة بعين اكدح، التابعة لإقليم تاونات، فضاء للعيش والتعلم.
وتم انجاز هذا المشروع في إطار برنامج تدارك العجز في البنيات الاساسية والمرافق الاجتماعية الاساسية وبرنامج تحفيز الرأسمال البشري للأجيال الصاعدة ضمن المرحلة الثالثة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بغلاف مالي يبلغ 4 ملايين درهم.
وكثمرة لشراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والمؤسسة الاقليمية للتنمية السوسيو اقتصادية والمندوبية الاقليمية للتعاون الوطني والجمعية الخيرية الاسلامية، تستفيد من المشروع 86 تلميذة من مختلف جماعات الإقليم.
وتضم دار الطالبة بعين اكدح 20 مرقدا و3 مكاتب وقاعة للقراءة وقاعة متعددة الوسائط ومرافق أخرى.
وثمن رئيس الجمعية الخيرية الاسلامية، المكلفة بتدبير دار الطالبة عين اكدح، عزيز الخلفاوي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، الجهود المبذولة من قبل السلطات المحلية من أجل تعميم دور الطالبات في جماعات اقليم تاونات مسجلا أن هذه البنية تلعب دورا رئيسا في تعلم وتربية فتيات العالم القروي والمساهمة في مكافحة الهدر المدرسي.
ولاحظ الخلفاوي أن نزيلات دار الطالبة بعين اكدح يحصلن على نتائج جيدة خلال مسارهن الدراسي مشيرا الى أن بعضهن يواصلن اليوم دراساتهن في كليات الطب والصيدلة ومدارس الهندسة.
وأوضح أن دار الطالبة تفتح أبوابها أمام فتيات جماعات أوطا بوعبان ومساسة وأولاد عياد فضلا عن تلاميذ عين اكدح، داعيا الآباء الى الاستثمار الأمثل لخدمات هذه البنية ذات الطابع الاجتماعي والتربوي.
وفي تصريح مماثل، أبرز المدير الاقليمي للتعاون الوطني بتاونات، محمد لغوري، الدور الهام الذي تضطلع به دار الطالبة خدمة لفتيات العالم القروي كفضاء يسهل تمدرسهن ويقودهن لتجاوز العوائق السوسيو اقتصادية والجغرافية خصوصا في سياق الطابع القروي الذي يهيمن على الإقليم.
وثمن المسؤول البرامج الاجتماعية التي أطلقتها وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، الرامية الى دعم تمدرس الصغار، ومنها المبادرة الملكية “مليون محفظة”، وبرنامج “تيسير” واحداث داخليات ومطاعم مدرسية، فضلا عن النقل المدرسي مذكرا بأن إقليم تاونات يتوفر حاليا على 33 دار للطالبة.
ومن جهته، قال رئيس مصلحة التواصل في قسم العمل الاجتماعي بتاونات، عبد الرحيم الوالي، إن هذه البنية تتوخى دعم تمدرس الصغار ومكافحة الهدر المدرسي خصوصا في صفوف الفتيات في الوسط القروي وتشجيع التفوق الدراسي وفقا لأهداف المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.
وخلص الى أن إطلاق المبادرة من قبل صاحب الجلالة الملك محمد السادس في 18 ماي 2005 أعطى دفعة قوية للعمل الاجتماعي من خلال المشاركة في بناء وتجهيز العديد من دور الطالب والطالبة، التي وصل عددها الى 45 وحدة يستفيد منها 3300 تلميذ، فضلا عن ست وحدات أخرى قيد الانجاز.