صدر حديثا عن مؤسسة آفاق للدراسات والنشر والاتصال بمراكش، ديوان شعري جديد يحمل عنوان “حَب المطمورة” للشاعرة أمينة حسيم.
ويعد هذا الديوان الزجلي، الذي يقع في 148 صفحة من الحجم الصغير ويضم 23 قصيدة زجلية، باكورة جديدة ومتوهجة بالإبداع، أجادت فيه الشاعرة، بكل حنكة وشاعرية فياضتين، واعتمدت فيه على تجارب حياة معاشة في هذا الجيل بالذات.
وتتنوع مواضيع هذا الديوان الشعري المستوحاة من الواقع المعيش، وزادته الشاعرة رونقا في الإيحاء والرمزية المستقاة من الطبيعة بجمالها ومن الناس بتباين سلوكياتهم، ودفعهم بلغة سلسة إلى مراجعة الذات، والدعوة إلى نهل العلم والعرفان، وأسلوب الحياة السعيدة بلا أصباغ ولا ملونات.
وتوجت الشاعرة حسيم ديوانها بأحداث طريفة في النزهات المتفردة، بخرجات خيمة الشعر في أثوابها الشعرية الزاهية عبر آيت أورير ودائرتها، متوجة عملها بقصيدة جزلية في جزءين حول الطنجية المراكشية، ردا على قصيدة ممثلة نظمها الشاعر مولاي عبد السلام البعليوي.
وفي تقديمها لهذا الإصدار الشعري، قالت أمينة حسيم “لا أنكر أنني أعشق الشعر العمودي بشدة، استعذب عروض الخليل بن أحمد الفراهيدي، ويستهويني الإبحار في بحوره الخمسة عشر دون نسيان البحر السادس عشر الذي أضافه الأخفش إلى الأوزان الخليلية، وتدارك به عليه حتى سمي بالمتدارك”.
وأضافت أن “هذه الرحلة الزجلية التي غيرت بها دفة الإبداع، كانت تستهويني منذ زمن بعيد، الزمن الذي ألفت فيه كتابي الأول: صور ونماذج من اللسان المراكشي الدارج، (…) وفعلا عن سابق إصرار، دلوت بدولي، واستطعت أن أعرف حروفا ومعاني، وجدت لها الصدى الطيب عند أهل الزجل، فكان التحفيز وكان التشجيع، وكان الدفع قويا نحو إصدار هذه المجموعة التي اخترت لها عنوان: حب المطمورة…”.
وأشارت إلى أن “حب المطمورة يأتي في أوانه، وأنا أدرك أشد الإدراك أن لهذا النوع من الإبداع عشاقه ومتتبعوه، وله محبوه ومعجبوه في المغرب والعالم العربي، وقد عرف الزجل في مصر وتونس والجزائر والعراق والسودان وغيرها من الأقطار الأخرى يقظة كبرى على أيدي مجموعة من الزجالين الذين غنى لهم كبار المطربين”.
وخلصت الشاعرة إلى القول “يبقى ائتلاق الإبداع بشتى أنواعه، إشراقة وضيئة في سماء الإنسانية يتبدى جمالها للناظرين، ونستشعر التماعاتها في أوقات قد نحس فيها بأننا في حاجة إلى ما يعيد للروح رونقها، وللنفس نقاءها، وللقلب راحته وطمأنينته ولو إلى حين…”.