خنيفرة، ومع- تشكل تعاونية “أبريد نمورس للفصالة والخياطة” (طريق النجاح بالأمازيغية) ، التي تم إحداثها في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بخنيفرة، مثالا ملموسا للالتزام الأكيد للمبادرة بقضايا النهوض بأوضاع النساء وتمكينهن بإقليم زيان.

وتمكنت هذه التعاونية، التي صادقت اللجنة الاقليمية للمبادرة الوطنية لخنيفرة في شهر يوليوز 2018 على تمويل ورشها بقيمة إجمالية تفوق 100 ألف درهم، من إن تصبح في ظرف زمني وجيز نموذجا عمليا لإدماج المرأة وتوفير فرص شغل لها علاوة إبراز الالتزام المتواصل للمبادرة بتعزيز إدماج المرأة في الحياة العملية، من خلال تمكينها من دخل مضمون ومستقر في إطار الأنشطة المدرة للدخل.

وفي هذا السياق قدمت المبادرة الوطنية، في إطار برنامجها العمودي دعمها لهذا المشروع الصغير وتطويره ليصبح تعاونية توفر من خلالها خمس خياطات بإقليم خنيفرة دخلا قارا ومنتظما، واندماجا سوسيو-اقتصاديا في منطقة مافتئت تبحث عن سبل تنمية تستفيد منها مختلف الفئات الاجتماعية.

وقامت المبادرة بتجهيز مجموع ورش هذه التعاونية بآلات الخياطة والفصالة والتطريز ، بهدف توفير منتوج أكثر انتظاما وأفضل جودة، يهم أشكال القفطان والجلابة التقليدية التي يتم تصميمها من قبل خياطات متمرسات وموهوبات ، وفقا للتقاليد المغربية العريقة.

 بفضل هؤلاء الخياطات الخمس ، أصبحت تعاونية “أبريد نمورس” ، بعد تعزيز وسائل عملها بفضل دعم المبادرة، متخصصة في خياطة القفطان والتكشيطة والجلاليب المصنوعة من قماش المليفا أو الصوف والمطرزة بالسفيفة وزخرفات تقليدية، ومن ثمة مساهمة في تطوير الصناعة التقليدية بالمنطقة، وتعزيز الدينامية الاقتصادية بها.

 وفي تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أوضحت رئيسة تعاونية “أبريد نمورس” بشرى اليوسفي أن هذه التعاونية النشطة في مجال الصناعة التقليدية والتكوين في مجال الفصالة والخياطة ، توفر تدريبا نظريا وتطبيقيا للنساء الخياطات من أجل تعزيز اندماجهن في الديناميية الاقتصادية وسوق الشغل ، من خلال تحسين دخلهن وتنفيذ مثل هذه المشاريع المدعمة من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية.

 من جهتها ، أوضحت أمينة بطوطلة، رئيسة تعاونية نور للفصالة والخياطة، أن هذه التعاونية هي ثمرة الجهود المتواصلة التي تبذلها المبادرة الوطنية للتنمية البشرية من أجل إدماج النساء في الدورة الاقتصادية، من خلال تمكين فتيات غير متمدرسات وربات بيوت من توفير دخل وتحسين ظروفهن الاجتماعية، خصوصا في هذا الظرف الصحي الاستثنائي الذي يتميز بانتشار فيروس كورونا.

 ودعت السيدة بوطوطلة، العضوة بغرفة الصناعة التقليدية بجهة بني ملال خنيفرة ، إلى دعم التسويق الإلكتروني لهذه المنتجات النسائية، مبرزة أهمية هذه التعاونية في تمكين هؤلاء النساء وتدريبهن على الخياطة والفصالة من أجل ضمان استقلاليتهن وانخراطهن في المسار العملي.

 ويتجاوز الغلاف المالي لمشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بإقليم خنيفرة في إطار المرحلة الثالثة 31 مليون درهم موزعة على البرامج الأربعة ، ويتعلق الأمر ببرنامج تدارك الخصاص على مستوى البنيات التحتية والخدمات الأساسية والاجتماعية من خلال تزويد 11 دوارا بالماء الصالح للشرب باعتماد مالي يفوق 4ر9 مليون درهم ، وبرنامج مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة (9ر2 مليون درهم)، وبرنامج تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب بتكلفة إجمالية تقدر ب4ر4 مليون درهم، وبرنامج الدفع بالتنمية البشرية للأجيال الصاعدة باعتماد مالي إجمالي يتجاوز 14 مليون درهم.