قدمت الكاتبة المغربية، لبنى السراج، بالصويرة، روايتها الأولى تحت عنوان “شريطة أن يكون بمزاج جيد”، الصادرة حديثا عن دار النشر “مفترق الطرق” (لاكروازي دي شومان).

ونظم هذا الحدث الثقافي من طرف المعهد الفرنسي، في احترام تام للتدابير الوقائية من أجل احتواء انتشار كوفيد-19، بحضور مديرة المعهد، السيدة لويزا باباسي، وكذا نخبة من المثقفين والشغوفين بالمطالعة والأدب بحاضرة الرياح.

وهكذا، قدمت السيدة السراج، أمام قرائها من مدينة الصويرة، روايتها التي تتناول موضوع العنف الزوجي الممارس على النساء والسعي إلى تحقيق الحرية، في قالب سردي قصصي يتناول كفاح امرأتين باعد بينهما الزمن، وجمعتهما آمال الأحلام وآلام خيبات الأمل.

 يقف هذا العمل الروائي، الذي تتداخل فيه الأسرار، مناهضا للعنف الممارس ضد النساء ومنافحا عن الحريات، حيث تروي بطلتا الرواية، مايا وابنتها ليليا حكايتيهما المتمحورة حول تيمة الارتباط الحميمي المضطرب المطبوع بالعنف الزوجي والسعي إلى تحقيق الحرية.

 وتنسج الرواية، من خلال شخوص متعددة والممتدة عبر الزمن، انطلاقا من مغرب ما قبل الاستقلال، وإبان سنوات الخمسينيات التي عاصرتهما مايا، وصولا إلى مغرب 2020 الذي تعاصره ليليا، صورة للعلاقة التي تجمع السيدتين، اللتين تربطهما قرابة الدم دون أن يكتب لهما اللقاء.

 وسيرا على درب السعي نحو تحقيق الحرية والانعتاق، المطمح الذي يخالج كلا السيدتين، يثير العمل الأدبي أسئلة ملحة من قبيل “كيف تتأتى الحرية إذا كان أساس مفهومها غير متصور ؟”.

 كما تحضر أسئلة عديدة أخرى تتساوق في ثنايا الحبكة المكثفة، المتنقلة أحداثها بين الماضي والحاضر، والحافلة بالعنف اليومي والرغبة في التمرد المفضية إلى تحقيق هذه الحرية، وهي من قبيل “كيف تخوض حربا حميمية تتمظهر مدافعها كوقع مفتاح يلج القفل، أو على شاكلة خطى تقترب بتمهل لكن بثبات ؟”، و”كيف يمكن للخوف أن يتسلل إلى ردهات الوقت لتوصيل رسالة ما ؟” و”أية رسالة ؟”.

 وخلال هذا اللقاء الأدبي، الذي أدارت نقاشه الطبيبة النفسية ماريون ماري بوزيد، توقفت السيدة السراج عند سياق نشأة هذه التجربة الروائية الأولى، مشيرة إلى أن هذا السرد مستوحى من أحداث واقعية، متناولا بالأساس البحث عن الحرية وقضايا العنف الزوجي.

 وأوضحت السيدة السراج، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن المواضيع التي تناولتها في الرواية سعت من ورائها إلى تنمية الوعي أو التفكير حول هذه القضايا، مسجلة أن “عبقوية أي كاتب أو كاتبة تكمن في القدرة على التنقل بين شخوص الرواية التي تترك أثرا عميقا لدى القارئ”.

 وبعد سنوات من الخبرة، التي اكتسبتها أثناء تنقلاتها بين المغرب وفرنسا، قضت جزءا منها في إحدى الشركات، لتنشىء مكتب استشارة، يقدم خدمات تهم استراتيجية تحرير وتسويق المحتوى، عانقت لبنى السراج شغفها بالكتابة والقراءة.