أعطت الاعتمادات المرصودة من قبل المبادرة الوطنية للتنمية البشرية زخما ملموسا لحركية التمدرس في إقليم صفرو، خصوصا في الوسط القروي.
وشكل النقل المدرسي أحد المداخل الرئيسة التي تم الرهان عليها من أجل تحقيق نتائج نوعية في سياق الأولوية التي يحتلها قطاع التعليم ضمن برامج المبادرة، بالنظر الى دور هذا العامل في تشجيع تمدرس الأطفال وخصوصا الفتيات في المناطق القروية للإقليم.
ويقول عادل الزاهيري، رئيس قسم العمل الاجتماعي باقليم صفرو، إن التركيز على النهوض بالنقل المدرسي ينبع من حرص المبادرة على التدخل لتحسين مؤشرات التنمية البشرية خصوصا في التعليم والصحة والتشغيل، مع تركيز واضح على دعم التعليم في الوسط القروي.
وسجل في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء أن المرحلة الثالثة من المبادرة، ولا سيما من خلال برنامج الدفع بالتنمية الشرية للأجيال الصاعدة، صبت أهم استثماراتها على محوري التعليم الاولي والدعم المدرسي، الذي يشمل خدمات الايواء والنقل المدرسي وغيرها.
وقد كشفت مؤشرات العمل المنجز في إطار المبادرة، حسب المسؤول، أن النهوض بالنقل المدرسي ساهم في تحسين المؤشرات المتعلقة بالتمدرس، خصوصا بالنسبة للفتيات.
وذكر بأن التدخل بدأ على مستوى النقل المدرسي في اقليم صفرو عام 2010 وتواصل العمل إلى أن وصل حاليا الى توفير 89 وحدة للنقل المدرسي، ضمن مجهود ينخرط فيه شركاء مثل المجلس الاقليمي ومجلس الجهة، بينما يتم تدبير المشاريع من طرف جمعيات المجتمع المدني، وخصوصا جمعيات آباء وأولياء التلاميذ التي تستفيد من دعم الجماعات الترابية في شمل منح سنوية.
قفزة نوعية حققها النقل المدرسي لكن الخصاص مازال قائما ويتطلب مزيدا من العمل في المستقبل.
يعتبر عزيز بهيج رئيس جمعية النور للتنمية البشرية في تصريح للوكالة أن دعم النقل المدرسي كان حاسما في تحفيز تمدرس الفتيات بعد أن كن في الأغلب يغادرن المدرسة في نهاية الطور الابتدائي.
وبلسان فاعل في المجتمع المدني أيضا، يؤكد محمد مجراوة، رئيس جمعية الكرامة للتنمية المستدامة، أن تضافر مجموعة من الجهود من قبل المبادرة والجماعات الترابية والسلطات المحلية وجمعيات آباء وأولوياء التلاميذ مكن من تحقيق مكاسب ملموسة، لاسيما على مستوى محاربة الهدر المدرسي الذي كانت تعاني منه دواوير المنطقة.
غير أنه شدد على وجود طلب متنام على خدمات النقل المدرسي مما يتطلب تعزيز العرض لتخفيف الاكتظاظ.