الرباط/ 17 شتنبر 2020 (ومع) قد تكون المرشحة النيجيرية، نغوزي أوكونجو إيويالا، وزيرة المالية السابقة والخبيرة التي راكمت ثلاثين سنة من التجربة في مجال التنمية بالبنك الدولي، أول سيدة إفريقية تترأس المنظمة العالمية للتجارة.
وتؤكد الخبيرة الاقتصادية النيجيرية، وهي أحد المتنافسين الثمانية على هذا المنصب المرموق المزمع إجراء الانتخابات بشأنه في 2021، أن “رؤيتي تتمحور حول منظمة تجارة عالمية ذات هدف، توظف التجارة من أجل تحقيق أهداف التنمية المستدامة، والأهداف العالمية المتفق حولها”.
واعتبرت الخبيرة الدولية في المالية أنه يتعين على المنظمة العالمية للتجارة أن تصير مؤسسة تترسخ الثقة بين أعضاءها، مع تجديد الالتزام بالأهداف والمبادئ الأساسية التي تخول مجابهة الصعوبات التي أعاقت المنظمة على مر السنين.
كما ترى رئيسة مجلس إدارة التحالف العالمي للقاحات والتحصين، والتعاضدية الإفريقية لتدبير المخاطر التابعة للاتحاد الإفريقي، أنه من الضروري معالجة التداعيات التي طالت التبادل التجاري، والناجمة عن التدابير المتخذة للحد من تفشي وباء (كوفيد-19)، أو البحث عن حلول للمأزق على مستوى تسوية النزاعات.
كما تنبني رؤية إيويالا على تنشيط وتقوية المنظمة العالمية للتجارة بهدف إحراز التقدم في قضايا مثل الصيد، الفلاحة، التجارة الإلكترونية، فضلا عن مواجهة التحديات الجديدة في مجالات الحد من الفقر، وتحسين الصحة العامة، بما في ذلك الأمن البيولوجي والاقتصادات الخضراء والدائرية.
وأبرزت الرئيسة المشاركة للجنة الدولية للاقتصاد والمناخ أنه “ينبغي أن تعمل المنظمة العالمية للتجارة على خدمة مصالح جميع الأعضاء”، مضيفة أن نتائج المفاوضات يجب أن تساعد البلدان النامية على وجه الخصوص لزيادة مشاركتها في النظام التجاري، وتحسين مناخها السياسي، وضمان مساهمة التجارة بشكل كبير في تنميتها المستدامة، وإدراجها في النظام التجاري متعدد الأطراف.
وتحظى المترشحة النيجيرية بكافة المؤهلات المطلوبة لشغل هذا المنصب الاستراتيجي، ذلك أن سجلها حافل في البنك الدولي من ناحية الإصلاحات السياسة والاقتصادية الصعبة، لا سيما السياسة التجارية في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل.
وقامت السيدة أكونجو إيويالا، وزيرة مالية نيجيريا خلال ولايتين، بإدارة قطاع الجمارك، كما كلفت بتيسير قضايا التبادل التجاري والسياسة التجارية.
وأثناء تقلدها لمنصب وزيرة التجارة، اشتغلت على القضايا المتعلقة بالتجارة الإقليمية، لاسيما التعريفة الخارجية المشتركة للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا، ما يؤهلها لتقديم منظور جديد للتحديات التي تواجه منظمة التجارة العالمية.
كما تستطيع المرشحة، وهي سياسية مخضرمة، خلق مناخ من الثقة بين الدول الأعضاء، نظرا لمشاركتها في مفاوضات صعبة ذات رهانات سياسية كبيرة، مثل مفاوضات تخفيف الديون مع باريس ولندن.
وقادت السيدة أوكونجو إيويالا، التي جرى تعيينها، مؤخرا، مبعوثة خاصة للاتحاد الإفريقي مكلفة بحشد الدعم المالي الدولي لمكافحة أزمة فيروس كورونا، بلادها خلال العديد من الإصلاحات الصعبة، بما في ذلك القضاء على نظام دعم شركات النفط الفاسد، وخوصصة المؤسسات العامة غير الفعالة.
وعلاقة بالتحديات التي تقف في وجه منظمة التجارة العالمية، ترى الخبيرة الاقتصادية أن الصعوبات التي تواجه المنظمة لم تبدأ مع الوباء الحالي، وإنما أدى هذا الأخير إلى مضاعفتها وسلط الضوء على هشاشة نظام الإعانات والإجراءات التعويضية، مشيرة إلى أن الوظيفة التفاوضية لمنظمة التجارة العالمية لم تسفر عن الكثير من النتائج متعددة الجوانب منذ إنشائها سنة 1995، ويبدو حاليا أنها مشلولة إلى حد كبير.
وأعربت عن أسفها من أن “البعض ينظر إلى منظمة التجارة العالمية الآن على أنها منظمة غير فعالة،لم تكن قادرة على مواكبة تطور الاقتصاد العالمي”، لافتة إلى أن قواعد منظمة التجارة العالمية لم يتم تكييفها مع القضايا المعاصرة مثل التجارة الرقمية وسياسة المنافسة وتغير المناخ.
وتم تعيين السيدة أوكونجو إيويالا وزيرة العقد، كما فازت بجائزة الجمهور التي تمنحها صحيفة “ذيس داي” النيجيرية.
وفي سنة 2019، كانت إيويالا واحدة من ثمان نساء ملهمات لمنظمة الشفافية الدولية في مجال مكافحة الفساد، وواحدة من ضمن الرواد ال50 الأكثر تأثيرا في العالم، وواحدة من أقوى 100 امرأة في العالم اختارتهن “فوربس” لأربع سنوات متتالية.
يشار إلى أن السيدة أوكونجو إيويلا حاصلة على درجة الدكتوراه في الاقتصاد والتنمية الإقليمية من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.