بقلم: جليلة اعجاجة

  بعد نسخة افتراضية أولى نظمت في يوليوز الماضي، يعود “معرض الأزياء الشرقية” (أوريانتال فاشن شو)، الحدث الدولي الوازن في عالم الموضة الذي يحتفي بالأزياء الشرقية الراقية ويحلق عاليا بالإبداع المغربي، من جديد إلى الواجهة، عبر تنظيم نسخة ثانية في نهاية شهر يناير الماضي لم تقل نجاحا عن سابقتها.

وبسبب تداعيات الوباء، تجد صناعة الموضة نفسها مجبرة على إعادة التكيف وتغيير أساليبها حتى تتمكن من الصمود، فالموعد مع الابتكار و”معرض الأزياء الشرقية” لا يحيد عن هذه القاعدة الجديدة.

وأكدت مؤسسة “أوريانتال فاشن شو”، المغربية هند جودار، المقيمة بباريس، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا الحدث الذي اعتاد الترحال عبر العالم، من محطة إلى محطة، قصد إعادة رسم معالم التاريخ المختلط للموضة الشرقية وتسليط الضوء على موروث لا يعرفه الكثير، قرر اكتشاف المجال الافتراضي من أجل استشراف المستقبل على نحو أفضل. والنتيجة: حدثان افتراضيان غير مسبوقين مكنا من إبراز الإبداع الشرقي في مجال الأزياء، لاسيما المغربي.

وتميزت التظاهرة الأولى، التي انعقدت خلال الفترة ما بين 3 و8 يوليوز ببث عروض أزياء الموضة الشرقية على الإنترنيت، مع مقاطع فيديو لأجمل العروض في معرض الأزياء الشرقية منذ إنشائه، إلى جانب ندوات افتراضية مع المبدعين قصد تحديد ملامح موضة الغد، والانكباب على مستقبل الصناعة، واستيعاب التحديات الجديدة التي تلوح في الأفق.

وفي أعقاب نجاح الأسبوع الأول للموضة الرقمية، قررت هند جودار وفريقها إعادة خوض هذه التجربة سعيا إلى إسعاد جمهور المعرض، سواء أكانوا مهنيين أو محبين لـ “معرض الأزياء الشرقية”. هكذا، وبفعل الجائحة، نظمت دورة افتراضية ثانية خلال الفترة ما بين 24 و28 يناير الماضي.

 وتقول مؤسسة المعرض بنبرة ملؤها الفخر، إنها طريقة بالنسبة لـ “أوريانتال فاشن شو”، الذي يوجد في دورته الـ 36، لإعادة تأكيد التزامه من أجل الحفاظ على الزي التقليدي المغربي.

ومن أجل ضمان النجاح الكامل لهذه النسخة الجديدة غير المسبوقة، اختارت هند جودار وفريقها التنقل إلى المغرب، وبالضبط مدينة فاس العريقة من أجل التصوير المتعلق بتقديم مجموعات الربيع/الصيف خلال الأسبوع الباريسي للموضة الراقية.

وأجريت عمليات التصوير بالفنادق الفخمة للمدينة، ذات الهندسة الأنيقة والراقية، والتي تحيل رياضاتها الرائعة على قصص الألف ليلة وليلة. وهنا، تؤكد مؤسسة “أوريانتال فاشن شو” أن الأمر يتعلق بـ “تجربة جديدة يمتزج فيها فن الموضة الشرقية مع روعة الهندسة الموريسكية والحديثة”.

إنها أماكن أخاذة تمثل واجهات حقيقية لإبراز إبداع كوكبة من المصممين الشرقيين، لاسيما المغاربة، وهي الإبداعات التي تمكنا من اكتشافها على الشبكات الاجتماعية لـ “معرض الأزياء الشرقية”.

هكذا، أتيحت لعشاق الموضة التقليدية المغربية فرصة اكتشاف الإبداعات الرائعة لأربع مصممين مغاربة: فاطمة الزهراء الفيلالي الإدريسي، نزهة الشرقاوي، زينب بنسعيد وهدى بلمليح، ما شكل احتفاء بالإبداع والموروث المغربي الغني، وكذا ببراعة ومهنية الحرفيين المغاربة.

وإلى جانب مصممي الأزياء المغاربة، تميز أسبوع الموضة الافتراضي، أيضا، بمشاركة العديد من المصممين الموهوبين، الذين اكتشفتهم مؤسسة “أوريانتال فاشن شو”، والذين ينتمون لجميع أنحاء آسيا: من كازاخستان، مرورا بمصر، فيتنام، سنغافورة، إندونيسيا، كمبوديا، الصين، أوزبكستان وماليزيا.

هذا ما يشكل أسلوبا أصيلا لـ “أوريانتال فاشن شو” من أجل إظهار الغنى الكبير لخبرة المشرق الحديثة والتقليدية في آن واحد.

فأكثر من كونه عرضا للموضة، أضحى “أوريانتال فاشن شو” مع مرور السنوات، منصة فنية حقيقية تتيح الحوار الثقافي بين الشرق والغرب. وتمكن هذا الحدث الذي تتمثل مهمته في النهوض بالأزياء المشرقية، من اكتساب إشعاعه عبر الارتحال في أرجاء العالم وأبرز ملتقيات الموضة ذات الإمكانيات الإعلامية القوية: باريس، لندن، الدوحة، الكويت، مراكش، موسكو، إسطمبول، ألماتي (كازخستان)، سمرقند (أوزبكستان)…، بما يجعل منه واجهة رائدة للموضة الشرقية.

ومن خلال إنتاجاته الكثيرة، تمكن “أورينتال فاشن شو” من إبراز أزيد من 100 مصمم من خمسين جنسية مختلفة، من بينهم الكثير من المصممين المغاربة الذين تمكنوا من صناعة اسم لهم على الساحة العالمية للموضة.