بقلم: هشام المساوي
بحي بني مكادة القديمة الشعبي بطنجة، زرعت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بذرة مشروع يروم تحقيق طموحات مجموعات من النساء والفتيات نحو مزيد من التمكين الاقتصادي والتكوين في أفق الانخراط في أنشطة ذاتية مدرة للدخل.
هو “مركز التربية والتكوين للمرأة”، الثاني من نوعه بطنجة بعد مركز مشابه بحي امغوغة الكبيرة، الذي يشكل فرصة أخرى تفتح آفاقا رحبة أمام المستفيدات، من نساء في وضعية هشة أو فتيات غادرن صفوف الدراسة، للولوج لسوق الشغل أو لإطلاق مشاريع خاصة تساهم في الرقي بوضعهن الاقتصادي والمهني والاجتماعي.
ويمتد هذا المركز، الذي تطلب بناؤه وتجهيزه غلافا ماليا بقيمة تصل إلى 4.7 مليون درهم في إطار برنامج “طنجة الكبرى”، على طابقين، حيث يضم ورشات مهنية لتعليم تقنيات وفنون الحلويات والحلاقة والطرز البلدي والعصري والخياطة والفصالة، وقاعة للمعلوميات، إلى جانب قاعة اجتماعات وصالة رياضية ومركز للاستماع والتوجيه.
ويتعلق الأمر بمجموعة من المرافق التي تسعى إلى العناية بمختلف قضايا المرأة، خاصة في وضعية هشة، والرفع من قدراتها ومهاراتها لتصبح عنصرا فاعلا في المجتمع المحلي، بالإضافة إلى توفير فضاء ملائم لممارسة الرياضة، وقاعة للدعم النفسي والاستماع والتوجيه.
وأبرزت المكلفة بالتواصل بقسم العمل الاجتماعي لعمالة طنجة أصيلة، مريم غرناطي، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا المركز، الذي تم بناؤه في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بحي بني مكادة القديمة، يروم دعم قدرات المرأة في وضعية صعبة، وتمكينها من اكتساب كفاءات تساعدها على تعزيز الاعتماد على النفس لضمان تمكينها الاقتصادي.
لتحقيق هذه الغاية، تضافرت جهود المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والتعاون الوطني ومكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل وجمعية “الأمان بني مكادة القديمة” بهدف منح تكوينات تتوج بالحصول على شهادات معترف بها تتيح إدماجا سهلا وفعالا في سوق الشغل.
واعتبرت المسؤولة عن مركز التربية والتكوين للمرأة بني مكادة القديمة، ثريا ابن براهيم، أن المركز، الذي افتتح رسميا في أكتوبر 2019، صار يعرف إقبالا كبيرا من فتيات ونساء الأحياء المجاورة، حيث استقبل في عامه الأول أزيد من 130 مستفيدة، قبل أن يتراجع العدد إلى حوالي 90 مستفيدة في العام الحالي بسبب جائحة فيروس كوفيد 19، موضحة أن التسجيل عاد للارتفاع مجددا بعد شروع الناس في الخروج من الحجر الصحي.
وطمأنت السيد ثريا ابن ابراهيم المستفيدات بأن إدارة المركز تحرص خلال هذه الفترة الاستثنائية على الالتزام التام بالتدابير الوقائية والإجراءات الصحية المعتمدة، من قبيل التعقيم والتطهير وإلزامية ارتداء الكمامة والتباعد الاجتماعي، وذلك بهدف الحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.
وأضافت أن مؤطرات عاليات التأهيل يشرفن على تقديم تكوين لفائدة المستفيدات في ورشات الطرز باليد وبالآلة وصنع الحلويات والإعلاميات والحلاقة والتزيين، موضحة أن المركز يضم أيضا ورشات الإعلاميات والرياضة ومحو الأمية.
زينب، إحدى المستفيدات من ورشة الطرز، أبرزت أنها تعلمت “الكثير من الأشياء” بفضل المركز، وتسعى في المستقبل لأن تطلق مشروعا شخصيا، مضيفة “بفضل دعم المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أفكر في إطلاق مشروع خاص للطرز والخياطة وكراء الملابس”.
في السياق ذاته، أشارت رميساء إلى أنها جاءت للمركز بعد مغادرتها لصفوف الدراسة لأسباب شخصية طامحة إلى تعلم طرز “الرندة” على أمل البحث عن نشاط مدر للدخل في المستقبل.
ويسعى المركز لأن يشكل نموذجا لتطوير قدرات النساء في الأحياء الهشة، وهي من بين الأهداف الكبرى المسطرة للمبادرة الوطنية للتنمية البشرية، خاصة ما يتعلق بتأهيل العنصر البشري ودعم الأنشطة المدرة للدخل.