الرياض – من حواري مدينة فاس العتيقة، بدأت علاقة هند الخال، (30 عاما) بعالم التجارة والأعمال تتوثق وتكبر خطوة خطوة، وهي التي لم تزل بعد في عقدها الأول حينما كانت تحرص على مرافقة والدها، أحد المنعشين في الصناعة التقليدية بفاس، في رحلاته اليومية للتعاقد أو التفاوض مع الموردين والزبناء على حد سواء.
جولات منتظمة، تقول هند، في حديث لوكالة المغرب العربي للأنباء، كان لها بالغ الأثر في تكوين شخصيتها وتوسع مداركها في عالم التفاوض والإقناع، ولكن أيضا في تنمية ذوقها الجمالي وحسها التجاري والترويجي للمنتجات الأصيلة والبديعة في فاس الحضارة.
منذ ذاك الحين، ظل حلمها في شق طريق النجاح في عالم الأعمال متأصلا في نفسها لولا أن قطار الحياة أقحمها سريعا في عالم الزوجية ليخبو ذلك الأمل، تقول هند، بعد أن تهاوى طموحها في سلم الأولويات إلى أدناها وطفت عليه تفاصيل الحياة “الرتيبة بحدودها وتقاطعاتها المرسومة سلفا”.
غير أنها ما لبثت أن انتفضت في وجه واقعها “البئيس” وتحررت مما اعتبرته قفصا صفّد أجنحتها الحالمة الطامحة إلى اختراق الآفاق البعيدة، فركبت أمواج طموحها في رحلة البحث والتحدي، مهاجرة إلى الخليج وتحديدا إلى السعودية مثقلة بحلم قديم في التميز والريادة